أ.سعيد القحطاني
يحتاج الطلبة الموهوبين خدمات إرشادية بأساليب نوعية، كونهم يملكون قدرات عقلية فائقة، وقد سعت المؤسسات التعليمية إلى الاهتمام بتلك الفئة من الطلبة ومراعاة حاجاتهم النفسية والاجتماعية والعقلية، وتقديم برامج إرشادية فردية وجماعية لهم تتناسب مع مراحل النمو وفق نظريات الارشاد الحديثة.
ومن المهم لنا كتربويين ومختصين بتربية الموهوبين أن نأخذ بيد الطلبة الموهوبين إلى بر الأمان، ونقوم بإرشادهم نفسياً وأكاديمياً واجتماعياً وإعداد البرامج التي تتناسب وخصائصهم النفسية، "فقد ركزت المبادرات العالمية في تطوير معايير جودة برامج الموهوبين على عدة معايير كان من ضمنها الإرشاد والتوجيه النفسي والاجتماعي" (درندري، 1432).
وقد يظن البعض أن الطلبة الموهوبين ليسوا بحاجة إلى إرشاد نفسي، فيحصرون الصحة النفسية في وجود الموهبة، وهذا المنطق ليس صحيحاً؛ فهم بحاجة إلى إرشاد نفسي، وبرامج متخصصة تُرشدهم من أجل تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، "فإن الأطفال الموهــوبون لا يفكرون فقط بشكل مختلف عن رفاقهم، ولكنهم يشعرون بالاختلاف والغرابة عنهم" (ليندا، 2011).
هناك جوانب يجب أن تراعى عند عملية إرشاد الموهوبين، وهي: الجوانب البیئیة الاجتماعية، وتتعلق بدور الأسرة، والجوانب الذاتية، وتتمثل في الطاقات وسمات الشخصية التي تثير السلوك وتوجهه، مثل: مفهوم الذات الإيجابي، والتوافق الشخصي والاجتماعي، وتزويده بخبرات تعليمية إضافية، ومنحه واجبات إضافية (بطرس، 2010).
ومن هذا المنطلق جاء اهتمام علماء النفس والتربية بالموهوبين واعتبارهم فئة جديدة من بين فئات ذوي القدرات الخاصة، فهم فئة يمتلكون قدرات متميزة تجعلهم مختلفين اختلافا جوهريًا عن أقرانهم العادیین، ولهذا فهم يحتاجون إلى برامج حديثة للتوجيه والإرشاد تواكب الاتجاهات العالمية المعاصرة التربوية التي تلبي احتياجات الطلبة الموهوبين، من حيث الاهتمام باكتشافهم والتعرف على خصائصهم النفسية والاجتماعية والانفعالية والجسمية، وذلك لتهيئة طرق رعايتهم والعمل على استثمار قدراتهم واستعداداتهم بما يعود بالفائدة على أفراد المجتمع.
سعيد مشبب القحطاني
باحث دكتوراه في تربية الموهوبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق